بعد نجاح ساحق لأرض زيكولا أعلنت فيه دار عصير الكتب عن نفسها بين دور النشر الكبيرة لتتصدر إصداراتها قوائم المبيعات بفضل عمرو عبد الحميد وليتجاوز الجروب عشرة ملايين عضو دون أن يلاحظ أحد برغم ما واجهته الدار من مشاكل جمة - منها حادثة طرد الدار بالعاملين والكتب من الخيمة في إحدى دورات معرض القاهرة الدولي للكتاب بحجة إزدحام الجناح الذي تسبب في إزعاج دور النشر المجاورة - وهكذا أعلن الطبيب المنصوري عمرو عبد الحميد عن نغسة لينشر الجزء الثاني بعد ست سنوات وليصبح لديه الكثير من المعجبين
ثم أتت اللحظة التي أعلن فيها عن إعتزام نشر تلك الرواية
الرواية رائعة بل لن أبالغ إن قلت أنها أفضل من أرض زيكولا وأنه بعد بضعة أيام سيتحدث الناس في مصر عن قصة حب نديم وغفران أكثر مما تحدثت أوروبا عن روميو وجوليت وأننا ننظر لكاتب يستحق أن يكون رولينج الشرق
تبدأ الرواية بطبيب مطلوب للعمل بوحدة صحية خارح بلدته وهناك يقابل إمرأة حامل بطفل نسلي - وهي المرادف هناك لكلمة إبن زنا عندنا -
هنا تتوقف حكايته - ولو أكملتها سأحرق الحكاية كلها - لننتقل لحكاية غفران - وهو أسم فتاة
كنبذة عن الخلفية يحكى أن هناك مدينة أفترى حكامها على شعبها فزال الخير وجف النهر وبنى الأهل جدار جارتين الذي فرض عليهم قواعده وأهمها قاعدتين
1 - لا يعيش على أرض جارتين من تجاوز عامه الخمسين
وهي قاعدة مفهومة .. كل من لن يمت قبل الخمسين يذهب لواد ليسلم نفسه لرجال الدين لينتزعوا روحة بطريقة ما
من لا يفعل ذلك يلحق العار بنسلة وتظل أرواح نسلة مذنبة غير شريفة تماما كالنسالى
2 - يلحق العار بالروح المذنبة إلى الأبد
ومعناها أن الأطفال من الزنا - النسليين - لا يولدون أحياء إلا إذا وقفت أمهم في أواخر أشهر الحمل لحظة أعدام أحظ النسليين في يوم الغفران فتحل روح المقتول فيه
وأن هؤلاء النسليين يجب أن يوشموا بوشم أزرق على صدور الرجال وأكتاف النساء اليسرى ويجرم حاجب هذا الوشم بعد تمام الستة عشر عاما ويحظر زواج النسليين قبل عامهم الخامس والعشرين
لا يجرم زواج نسلي من شريفة إلا أن العرف يحتقر فاعل ذلك ولذلك فإن أحدا لم يفعلها من قبل
أما يوم الغفران فهو يشبه عيد زيكولا إلا أنه شهري ويحدث فيه ثلاثة أشياء الأعراس والإعدامات وبعض ألعاب السيرك
يعيش النسليين في مكان وحدهم يتقوت رجالهم من سرقة الأشراف ونساؤهم من الزنا وبيع أطفالهم النسليين من الزنا
لا أريد أن أحكي حكاية غفران ونديم إلا أني أكتفي بالتنويه أن بطلة الدكتور عمرو عبد الحميد أنثى هذة المرة وهي غفران
بعض أحداث الرواية متوقعة هذة المرة أكثر من أرض زيكولا كما تفاجأت بأن هناك جزء ثان وهو ما آلمني بشدة .. لقد أصبح معشوق الملايين فجاة تاجرا وهو أكرة أن يحدث كما أن جميع أحداث الجزء الثاني بنسبة متوقعة بنسبة سبعون بالمائة
إلا أنه بصرف النظر عن الأحداث المتوقعة فهناك أربعة أحداث أو ثلاثة مفاجأة تغير محور الرواية تماما
الأسماء في الرواية جميلة كالعادة وبإنتظار الجزء الثاني لا أتوقع أن يكون أفضل من الأول بالطبع .. لكن ما أنتظرة بشدة أكثر هو الجزء الأول أو الوحيد لرواية جديدة